إقرأ كتابك .....قبل أن تدافع عنه
كنت أتصفح جريدة الأهرام - ونادرا ما أفعل- فلفت نظرى واستفزنى بشدة مقال بعنوان (حتى لا تتبخر التلاوة) كتبها كاتب قد تبخر عقله و فهمه فلم بيق منه شيئا، المقال على الرابط التالى:
المقال كتبه كاتب يدافع عن القرآن الكريم ضد القس الحاقد (تيرى جونز) وليته مافعل فقد أساء من حيث أراد الإحسان ،و المشكلة أن هذا الكلام المشوش منشور فى جريدة يقرأها الكثير من العوام فتؤثر عليهم وتشكل أفكارهم، وإليك ما يقول
الكاتب وأنا أقتبس منه
بدأ الكاتب مقاله بنصوص وردت فى كتب النصارى ونعت القسيسين بأنهم لايستكبرون يقول الكاتب:
ثم أرقب الأحداث بعين فاحصة قدر جهدي, فأري شخصا مضطرب المنطق ـ نعتوه بالقس والقسيسون والرهبان منه براء' وهم قوم لا يستكبرون' ـ إنتهى
أقول :هذه الكلمات الطاهرة: (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون) والتى وردت فى الآية الكريمة رقم 82 من سورة المائدة وتتبعها الآية القائلة:
(وإذا سمعوا مآأُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فأكتبنا مع الشاهدين)
83 سورة المائدة
إذا صفة أنهم لايستكبرون تنطبق على أولئك الذين سمعوا الحق من النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) فاتبعوه وآمنوا به ولم يستكبروا وفاضت أعينهم من الدمع لما سمعوا الحق فعرفوه ...تنطبق عليهم وعلى من يحذو حذوهم إلى يوم الدين.. لقد عبَّرالقرآن الكريم بكلمة (منهم) ما يفيد أنَّ هذا الوصف لاينطبق عليهم جميعا ولكن على من يعرف الحق ويتَّبعه. أما أولئك القسيسون المنتشرون فى الكنائس ينشرون الكفر والضلال وبغض أهل الحق واستكبروا عن اتباع النبى الخاتم فأولئك هم الكافرون حقا بنص الآية الكريمة
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ
وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا
بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150)
أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) سورة النساء
ويقول الكاتب العبقرى فى موضع آخر:
(فأسأل سؤالا بحق يحيرني: إذا كان يسجل علي عقيدة المسلمين بعض التحفظ علي في عقيدة المسيحيين
( بقدر), فكيف إذن يري مسيحيو العالم كله عقيدة المسلمين
( بالكامل)؟ تري هل يروننا مؤمنين؟
فإذا كانوا يروننا مؤمنين, فأي خلاف عقائدي إذن بين الاثنين؟)
وأنا بدورى أسأله: من قال أن لدينا نحن المسلمون بعض التحفظ على ما فى عقيدة المسيحيين (بقدر)؟؟؟ نحن نبرأ من الكفر ولا نتحفظ عليه ، نحن نبرأ من العقيدة الفاسدة برمتها ولا نتحفظ على بعض مافيها (بقدر) وهذا ليس كلامى إنه كلام الله ..يقول تعالى:
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة:17
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصارٍ )المائدة 72
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (المائدة:73
وكوننا نبرأ من كفرهم وفساد عقيدتهم لايمنعنا هذا من أن نقسط إليهم ونعاملهم بالحسنى ماداموا لايقاتلوننا فى الدين ولايخرجوننا من ديارنا أو يدّعوا أننا ضيوف فيها إلى أجل مسمى
يقول تعالى:
(لايَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ
ديَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )
الممتحنة8
ويستكمل موضوعه قائلا أنه رغم الإساءات المتكررة من الغرب لشخص الرسول الأعظم وللقرآن الكريم فلم يجرؤ مسلم على مجرد التفكير فى الإساءة للسيد المسيح أو لكتاب النصارى ويقول أن السبب وراء ذلك ما يلى:
(هل أدلك علي السر من وراء ذلك؟ السر هو أننا مؤمنون بأن المسيح من عند الله وأن الكتاب من عند الله ) انتهى
أقول: نعم نحن نؤمن بالمسيح عيسى ابن مريم نبى الله ونؤمن بالإنجيل الصحيح الذى أنزله الله عليه ...ولكن لانؤمن بيسوع الذى يعبدونه من دون الله ولا نؤمن بالكتاب الموجود بين أيديهم الآن والذى طاله التحريف والتبديل والتأليف بشهادة القرآن ، ومع أننا لا نعبد إلا الله , ولا نقدس كتابا على وجه الأرض إلا القرآن الكريم، فإننا لانسب آلهتهم
ولا نزدرى دينهم لأن الله أمرنا بذلك
يقول الله تبارك وتعالي في الاية 17 من سورة الانعام ((وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ))
ثم ينهى مقاله المضطرب المشوش بهذا التساؤل المريض حيث يقول:
ثم أستدرك بسؤال نفسي الحائرة سؤالا مجازيا: يا الله, وماذا لو كانت هذه هي النسخة الوحيدة المتبقية علي ظهر الأرض؟ هل تري المسلمين قادرين علي أن يسترجعوا آخري؟
للأسف لا; فصحيح أن العلم قد من علينا بملايين الطابعات مختلفة أشكالها وألوانها وأحجامها, ومئات الوسائط الإليكترونية المتشعبة نحفظه عليها, ولكنني أكاد أجزم بأنه لو أن الغرب قد قرر أن يرفع يده
( المسيئة) عنا تكنولوجيا لسبب أو لآخر بين ليلة وضحاها لتناقصت النسخ التي بين أيادينا المفتقرة إلي العلم أصلا وتضاءلت, فما عادت هناك نسخة نتداولها في بضع سنين, وإنما شذرات من هنا وهناك, وقليل من قصاري سور نحفظها ولا نجيد تلاوتها سوف نتندر بها.. إلا في قلوب قلة من حفظته الأجلاء نراهم في السرادقات وعلي الطرقات المؤدية إلي المقابر!! فيما سيعيدنا جميعا إلي ظروف أراها مشابهة لتلك التي أعقبت بشائر الفتوحات واستشهاد الحفظة إبان عهد أبي بكر)!!إنتهى
هذا الجاهل يدعى بأن تكنولوجيا الغرب هى التى تحفظ كتاب الله وأن هذا الغرب لو رفع يده المسيئه عنا لأصاب قرآننا التناقض
ألم يعلم أن القرآن محفوظ فى الصدور قبل السطور؟ هل نسى هذا الجاهل المفتقر إلى العلم أن الله تعالى قد تعهد بحفظ كتابه رغم أنفه وأنف تكنولجيا الغرب وألا فأين كانت هذه التكنولجيا منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ؟؟؟
قال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" ؛
ثم أن الغرب إذا قرر أن يرفع يده عنا فلن يبقى إلا قليل من حفظة القرآن نراهم فى سرادقات العزاء وعلى الطرقات المؤدية للمقابر !!!!! ما هذا الهراء ؟؟ وما هذا التساؤل السمج التافه؟؟ ربما تنحصر علاقتك أنت بالقرآن فى سرادقات العزاء وفى الطرقات المؤدية إلى المقابر ولكن ألا تعلم أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذى يحفظه الملايين من المؤمنين به؟؟ ألم تستمع يوما من قبيل الصدفة إلى إحدى مسابقات القرآن الكريم فتستمع إليه من أطفال لاتتجاوز أعمارهم الرابعة ويتلونه تلاوة جيدة عن ظهر قلب ومنهم من لايتكلم اللغة العربية أصلا ولكنه إعجاز القرآن الكريم الذى يسره الله تعالى للذكر
فهل من مدكر؟؟؟