محمد رسول الله

الخميس، 24 يونيو 2010


تعيش الحرية الامريكية. تعيش ..تعيش.. ِتعيش..هيييييييه


آه ..طبعاًً...تعيش ونص .. في اعتراض؟ وبالأنجليزى
any objection

إنها أمريكا ، الراعى الرسمى للحرية فى العالم، والحلم الوردى لكل الباحثين عن قيم الحرية والمساواه والعدالة ،وهى النموذج الذى يجب أن يُحتذى . الحرية ... الحرية .. أمل كل المقهورين والمعذبين والقابعين فى ظلمات السجون و ظلمات الإزدراء وظلمات القهر والتهمييش والإهانة ، الحرية .. قيمة تدعو إليها كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية واقرأوا المادة رقم 1 ورقم 2 ورقم 18 و19 من الاعلان العالمى لحقوق الإنسان والتى تنص على أنه :

1 - يولد جميع الناس أحرارا فى الكرامة والحقوق.
2- لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة فى هذا الإعلان دون تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأى السياسي أو رأى آخر.
18- لكل شخص الحق فى حرية التفكير، والضمير، والدين .
19- لكل شخص الحق فى حرية الرأى والتعبيير ويشمل هذا الحق حرية إعتناق الآراء دون أى تدخل وإستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.

وانطلاقا من احترام هذه الحقوق التى لا تحترمها أية قوة غاشمة ظالمة فى العالم فإن أمريكا أعطت المثل والقدوة لكل دول العالم المتقدم والمتأخر بأن ينتهجوا أسلوبها فى خنق وكتم أى نفس أو صوت يفكر إن يغرد أو ينشز خارج السرب أو يقول رأيا غير الرأى الذى تريد أمريكا سماعه وإليكم الأدلة:
لقد أجبرت الادارة الأمريكية الكاتبة المخضرمة (هيلين توماس) عميدة صحفيى البيت الأبيض ، بعد 57 عاما قضتها كمراسلة فى البيت الأسود ، أقصد الأبيض وقد عاصرت خلال فترة عملها عشرة رؤساء أمريكيين ولكن لم يشفع لها تاريخها الطويل عند الادارة الأمريكية حين عبرت عن رأيها بصراحة وقالت أنه على الاسرائيليين أن يتركوا فلسطين و يعودوا الى بلادهم التى جاءوا منها فى اوروبا . فقامت الدنيا ولم تقعد !!! وخرج الرئيس اوباما ليعبر عن استيائه من تصريحات هيلين ويقول فى مقابلة معه " أن هذه التصريحات هى خارج السياق العام وأضاف أنه من العـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار أن تكون حياتها المهنية قد انتهت بمثل هذه القضية الجدلية ووصف قرارها بالتقاعد بالقرار الصائب" !!!!!
عـار ؟ وأى عار فى أن يقول الإنسان ما يؤمن به ؟ بل عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارعليك أنت ياأوباما (shame on you) كما تقولون فى بلادكم ، أين حرية الرأى والتعبير التى تتشدقون بها آناء الليل وأطراف النهار ؟ أم انكم لاتباركون حرية الرأى إلا فى التطاول على المسلمين ونبى المسلمين وعقيدة المسلمين وحقوق المسلمين ، هذا مايطلقون عليه إزدواجية المعايير.

ثم أتبعت هذه الفضيحة بفضيحة أخرى بعدها بأيام قلائل حيث أُجبر الجنرال(ستانلى مكريستال) قائد القوات الامريكية فى أفغانستان على الاستقالة على خلفية تصريحاته التى أدلى بها لمجلة (رولينج ستون) فى مقال بعنوان (الجنرال الهارب) يعبر فيها عن رأيه فى أطول حرب شنتها الولايات المتحدة وهى حربها على أفغانستان ويصف فيها سوء الوضع الامريكى هناك بالاضافة إلى عدم إتساق القرارت فى البيت الابيض ، وفى المقال عبر أحد مساعدى الجنرال أن مكريستال شعر بخيبة أمل شديدة فى أول لقاء له مع الرئيس أوباما والذى وصف اللقاء بتهكم بأنه لم يستغرق أكثر من عشر دقائق بما يكفى لإلتقاط الصور وأنه إكتشف فى هذا اللقاء أن الرئيس لايعرف أى شىء عن مكريستال ومكانته وخبرته حيث أنه يوصف بأنه خبير فى عمليات مكافحة الارهاب والتمرد، وتعد هذه هى المشكلة الثانية التى يواجهها مكريستال حيث قام فى العام الماضى بتسريب تقرير سرى كان قد أعده للرئيس أوباما مفاده (أن الولايات المتحدة تخسر الحرب فى أفغانستان) .

لقد استاء الرئيس ومن معه من تصريحات مكريستال وبعض مساعديه والتى تهكموا فيها على بعض المسؤلين فى البيت الأبيض فوصفوا أحدهم ب (المهرج) ووصفوا الآخر ب(الحيوان الجريح) ووصفوا الثالث بأنه مازال يعيش فى عام 1985 وهى آراء فى مجملها تعبر عن حقيقة واحدة مفادها أن المسؤلين فى البيت الأبيض لايعرفون شىء عن حقيقة الوضع السىء لقواتهم فى أفغانستان وهذه مصيبة ، أو أنهم يعرفون الوضع السىء ولكنهم لايريدون الإعتراف بالهزيمة وتللك مصيبة أكبر ، فإن هذا يعنى المزيد من القتلى فى صفوف القوات الأمريكية وقوات النيتو ، فقد بلغ عدد القتلى فى صفوفهم فى هذا الشهر 75جندى.

لقد أصمت الادارة الأمريكية آذانها حتى لا تسمع ما تكره ، وأغمضت أعينها حتى لاترى الحقيقة وكان الحل الأسهل هو كتم هذا الصوت وإجباره على الاستقالة بدلا من الجلوس معه والإستماع إليه - كعادة الكبار والمتحضرين- وهو الأكثر قدرة على وصف الحقيقة لأنه يعيش فى قلب المعركة ويكتوى بنارها.

إن الدول تكون كبيرة وعظيمه حين تحترم القيم قولا وعملا وتُعلى من شأنها، ولهذا كان المنحنى الأمريكى فى صعود - إلى حين - حتى إذا تخلت عن هذه القيم النبيلة ووضعت مكانها قيم الديكتاتورية والبطش والصوت الواحد فإن المنحنى يبدأ فى الهبوط وتصبح الدول الكبيرة دولاً صغيرة .. صغيرة .. فلا تراها العيون ثم تدوسها الأقدام .. وتقذف رموزها بالأحذية.

ليست هناك تعليقات:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...