زوجة رجل مهم

كلما طل علينا رجل مهم من المسؤلين فى دوائر صنع القرار أو قريبا منها ...
كلما خرج علينا أحد منهم بموقف مخجل.. أو بتصريح خانع.. أو برد فعل بارد.. لايتناسب مع زخم الأحداث التى تمر بها الأمة...
كلما رأيت أحدا منهم ...بالإضافة إلى شعورى بالغيظ والقهر ... فإن سؤالا دائما ما يلح علىّ وهو...
ماهو شعور زوجة هذا المسؤل الآن وهى تراه فى هذا الموقف المخزى المخجل ؟
هل تشعر بالفخر لأن زوجها رجل مهم يظهر على شاشات الفضائيات بصرف النظر عما يقول من تصريحات أو مايتبنى من مواقف؟
أم أنها تشعر كما أشعر أنا؟
وماذا تقول له عندما يعود إليها فى المساء؟
هل تقول له : مش قلت لك الكرافتة ديه لونها أحلى... شكلك كان يجنن على التليفزيون
******
لقد استمعت مرة إلى زوجة رجل مهم وهى تتكلم عن لقاءها به أول مرة وقالت :
"لقيته كده راجل أبهة وقيمة "
مع أن هذا المسؤل لايعرف كيف يقول جملة مفيدة .. أو يتبنى موقفا مشرفا
وتساءلت هل الرجل الأبهة هو من يرتدى ملابس فخمة باهظة الثمن .. وهو فى الحقيقة من أشباه الرجال؟
إن الزوجة المسلمة فى زمن العزة كانت توصى زوجها عند خروجه بتقوى الله وتحرى الحلال
تقول له يافلان إتق الله فينا فإننا نصبر على حر الجوع ولانصبر على حر جهنم
وكلنا والله تلك المرأة لانصبر على حر جهنم وقانا الله وأياكم حرها
فهل هذا هو ما تفعله كل زوجة لرجل مهم مسؤل عن فرد أو اثنين أو مئة او ألف أو شعب بأكمله
لآأظن................إلا من رحم ربى....
******
سمعت أحد المسؤلين فى برنامج تليفزيونى يتحدث عن موضوع لاأذكره..ولاأريد أن أذكره
ولكن لفت نظرى وهو يتحدث عن فئات المجتمع من النساء أنه قال:
المهندسات والطبيبات والمحجبات والمنقبات
وسيدات المجتمع........
فقلت فى نفسى وهل المحجبات والمنقبات لسن من سيدات المجتمع؟؟
وهل سيدات المجتمع هن ذلك الصنف من النساء الذى نراه فى مجلات المجتمع؟؟
عجائز متصابيات.. لاتعترف الواحدة منهن بسنها
و فتيات صغيرات وممثلات ونساء سافرات كاسيات عاريات لا تفوت الواحدة منهن حفلا أو سهرة دون حضورها
وكلما رأيتهن تذكرت قصة سيدنا يوسف عليه السلام ومجموعة النساء الائى
دعتهن امرأة العزيز فلما رأين سيدنا يوسف أمعنّ النظر فيه دون حياء حتى قطعنّ أيديهن وأرادت كل واحدة منهن الاستئثار به لنفسها حتى آثر السجن خوفا على نفسه
ومن هى سيدة المجتمع بل وسيدة الجميع إن لم تكن هى تلك المرأة المسلمة المتسترة التى تتقى ربها وتقف عن حدوده؟؟
******
أقول دائما وأنا مؤمنة بما أقول لن ينصلح حال هذه الأمة إلا إذا انصلح حال نسائها
ولا أملّ ابدا من ذكر نساء ورجال الزمن الجميل ..زمن عزة المسلمين.. ليس من باب الهروب من الواقع المؤلم .. ولكن من باب بث الأمل فى النفوس...
هذه (عصمة الدين خاتون) كانت زوجة لنور الدين زنكى ومن بعده أصبحت زوجة لصلاح الدين الأيوبى
يقول عنها صاحب البداية والنهاية
(كانت من أحسن النساء وأعفهن وأكثرهن خدمة
متمسكة من الدين بالعروة الوثقى)
وكانت الخاتون تكثر من تدارس القرآن وقيام الليل..
فنامت يوما عن وردها.. فأصبحت وهى غضبى..
فسألها نور الدين عن أمرها ..فذكرت له ماكان..
فأمر نور الدين بضرب الطبول فى القلعة وقت السحر
لتوقظ النائمين للقيام...
أرأيتم ماذا كان يشغل بال هذه المرأة؟؟
زوجة الرجل المهم حقا..نور الدين
ومن بعده الرجل المهم حقا..
صلاح الدين..
أرأيتم ماذا كان يغضبها؟؟
لم تغضب لأنها تُعامل كعامة الشعب..
كما فعلت زوجة مسؤل فى مطار القاهرة حين غضبت من الإجراءات المتبعة
وأرادت أن تعامل معاملة خاصة ..
وأسرعت إلى طلب زوجها على التليفون ليقوم باللازم
*
*
*
*
*
*
بقى أن أقول أن كلمة (الخاتون) تعنى (السيدة) يعنى (الهانم) بلغة العصر
وهى لاتطلق إلا على السيدات الشريفات العفيفات
تأملوا من هن الهوانم فى عصرنا الردىء
والآئى تملأ صورهن وأخبارهن المجلات
والجرائد.. والشاشات
تأملوا
حتى تعرفوا أحد أسباب الفرق الكبير بين حالنا اليوم..
وحالهم
*
*
*
زمــــــــــاااااااااااااااااااااااااااان ؟؟؟
*
*